التشبيه التمثيلي والضمني من كتاب البلاغة الواضحة للتجريب

 

التشبيه التمثيلي والضمني من كتاب البلاغة الواضحة للتجريب



التشبيه التمثيلي:

هو تشبيه يكون وجه الشبه صورة منتزعة من متعدد، وهذا ما يقوله العلماء.

فإذا شبهنا العلم على السارية وهو يتحرك، بموج البحر يتلاطم، فالتشبيه هنا تمثيل، لأنه عدة صور شبهناها بعدة صور أخرى، فحركة العلم على السارية لا تعبر عنها لقطة واحدة ولكن عدة لقطات متتالية، وهكذا.

فالحقيقة أن تشبيه التمثيل عدة تشبيهات تامة.

مثلا: يدخل الطلاب الصف كتدفق السيل.

فقد شبهنا الطلاب بالماء، وحركتهم وتموجهم بحركة الماء وتموجه، ولا ننسى أن المشبه عدة صور فهناك طلاب وهناك صف وهناك المدخل أو الباب وهكذا

 * قال تعالى :{ مثلُ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبَّةٍ أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم }.
المشبه : الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ويخلفهم الله الأجر الجزيل المضاعف .
المشبه به : الحبة التي أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة .
وجه الشبه : دفع القليل والحصول من وراء ذلك على الكثير .
 - * قال بشار بن برد :
   كأنَّ مُثارَ النقع فوقَ رؤسِنا     وأسيافَنَا ليلٌ تهاوى كواكبُهُ
(1) قال البحتريُّ :

دَنَوْتَ تَوَاضُعاً، وَبَعدتَ قَدراً،   فشَأناكَ انْحِدارٌ، وارْتِفَاعُ

كذاكَ الشّمسُ تَبعَدُ إنْ تَسامى،  وَيَدْنُو الضّوْءُ مِنْهَا، والشّعاعُ

 (3) وقال صاحبُ كليلةٍ ودمنة:

فضلُ ذي العلم - وإِنْ أخفاه ُ- كالمسكِ يُسْتر ثمَّ لا يَمْنَعُ ذلك رائحتَه أَنْ تفوح.

(4) وقال الشاعر

وأصْبَحْتُ مِنْ لَيْلَى الغَداة كقابضٍ … …عَلَى الماءِ خانَتْه فُروجُ الأَصابعُ 

(5) وقال المتنبي في الهجاء:

 وَإذا أشَارَ مُحَدّثاً فَكَأنّهُ           قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أوْ عَجوزٌ تَلْطِمُ

(6) وقال السرِيُّ الرَّفاء

لي منزلٌ كَوِجارِ الضَّبِّ أَنزِلُه          ضَنْكٌ تَقارَبَ قُطراهُ فقد ضاقَا

أراه قَالَبَ جسمي حينَ أَدخُلُه                فما أَمُدُّ به رجلاًو لا سَاقا

  (7) كأن قلوب الطير رطبا ويابسا          لدى وكرها العناب والحشف البالي

(8) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على

      باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات".

(9) قال الشاعر يصف الشمس حين طلوعها :
        ولاحت الشمس تحاكي عند مطلعها            مرآة تبر بدت في كف مرتعش
 - 10
وقال ابن الرومي في ظهور الشيب :
             أول بدء المشيب واحدة        تشعل ما جاورت من الشعر
            مثل الحريق العظيم مبدؤه       أول صول صغيرة الشرر
 (11)  قوله تعالى : "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا " (12) لا ينزل المجد في منازلنا                  كالنوم ليس له مأوى سوى المقل
(14) قال المتنبي يصف جيشا لسيف الدولة :
         يهزُّ الجيشَ حوَلكَ جانبيهِ كما نفضتْ جناحيها العقابُ
(15) وتراه في ظُلَم الوغى فتخاله         قمرا يكر على الرجال بكوكب

(16) قالت الشاعرة مريم بنت أبي يعقوب الأنصاري:
        وما ترتجي من بنت سبعين حجّة = وسبع كنسج العنكبوت المهلهلِ
      تدبّ دبيب الطفل تسعى إلى العصا = وتمشي بها مشيَ الأسيرِ المكبَّل. 
(17) قال عمر الخيّام في رباعيّاته :
       تناثرت أيام هــــــــــذا العمر     تناثر الأوراق حــول الشجر
      فانعم من الدنيا بلـــــــــذاتها     من قبل أن تسفيك كفّ القدر
(18) قال الشاعر:
      فيوما توافينا بوجه مقسم      كأنْ ظبية تعطو إلى وارق السلم.
 (19) قال السري الرفاء يصف الهلال

        وكأن الهلال نون لجين = غرقت في صحيفة زرقـــاء
-- 20
قال عبد الله بن المعتـز: يصف الهلال

          انظر إليه كزورق من فضة = قد أثقلته حمولة من عنبر

(21) ولنا قدرٌ تقلب العظام = كما يقلب الصبي المهاد


تعريفه : التشبيه الضمني

هو ما لم يصرح فيه بأركان التشبيه على الطريقة المعلومة بل يفهم ضمنا من معنى الكلام وسياق الحديث،ويكون المشبه به برهانا على إمكان ما أسند إلى المشبه وهو فرع من فروع التخييل

فإن تفق الأنام وأنت منهم فإن المسك بعض دم الغزال

فما استقر المال في يديه وكيف تمسك ماء قنة الجبل

من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام

لا تنكري عطل الكريم من الغنى فالسيل حرب للمكان العالي

 

وطول مقام المرء في الحي مخلق ...... لديباجتيه فاغترب تتجدد

  فإني رأيت الشمس زيدت محبة ... إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد

شمس الضحى رقصت فنقط    وجهها بدر الدجى بكواكب الجوزاء

-  قول المتنبي :
وما أنا منهم بالعيش فيهم      ولكن معدن الذهب الرغام
 ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس
 (2) وقال عبد الصمد بن بابك:

فإنْ زَعمَ الأملاكُ أنَّكَ منهُمُ ... فَخاراً فإنَّ الشمسَ بعضُ الكواكبِ

 (3) وقال المتنبي:

خُذْ ما تَراهُ وَدَعْ شَيْئاً سَمِعْتَ بهِ  في طَلعَةِ البَدرِ ما يُغنيكَ عن زُحَلِ

(4) وقال المتنبي أيضاً:

لَعَلّ عَتْبَكَ مَحْمُودٌ عَوَاقِبُهُ       فرُبّمَا صَحّتِ الأجْسامُ بالعِلَلِ

(5) وقال بعضهم في شريفٍ لا يكادُ يجدُ قوتاً:

أيشْكُو لئيمُ القوم كظًّا وبطْنَةً … …وَيَشْكُو فتى الْفِتْيانَ مسَّ سُغُوبِ 

لأمرٍ غَدا ما حَوْل مَكَّة مقفِرًا … …جدِيباً وباقي الأرض غَيْرُ جدِيب 


تعليقات